تاريخ اليوم مايو 30, 2025
%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89%208%20%D9%85%D8%A7%D9%8A%201945%20%D8%AC%D8%B1%D8%AD%20%D9%84%D8%A7%20%D9%8A%D9%8F%D9%86%D8%B3%D9%89%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86

ذكرى 8 ماي 1945 جرح لا يُنسى في ذاكرة الجزائريين



شارك المقالة

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الصلاة والسلام على اشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم 
السلام عليكم ورحمة الله

ذكرى 8 ماي 1945 جرح لا يُنسى في ذاكرة الجزائريين


تحمل ذكرى 8 ماي 1945 طابعًا خاصًا في التاريخ الجزائري، إذ تمثل إحدى أكثر المحطات مأساوية في نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. ففي الوقت الذي كانت فيه أوروبا تحتفل بانتهاء الحرب العالمية الثانية، كانت مدن جزائرية عدة – أبرزها سطيف، قالمة، وخراطة – مسرحًا لمجازر دموية ارتكبتها القوات الفرنسية ضد المدنيين العزّل، وراح ضحيتها عشرات الآلاف من الجزائريين.
الخلفية التاريخية
مع بداية الحرب العالمية الثانية، شارك آلاف الجزائريين في صفوف الجيش الفرنسي لمحاربة النازية، على أمل أن تُمنح الجزائر استقلالها بعد نهاية الحرب كمكافأة على هذه التضحيات. كما أُنشئت حركات سياسية وطنية في الداخل مثل "حزب الشعب الجزائري" بقيادة مصالي الحاج و"أصدقاء البيان والحرية" بقيادة فرحات عباس، التي طالبت بالاستقلال والعدالة والمساواة.
وفي مارس 1945، أصدر فرحات عباس "بيان الشعب الجزائري"، يطالب فيه باستقلال البلاد في إطار جمهورية جزائرية حرة. لكن السلطات الفرنسية رفضت تلك المطالب، واستمرت في سياساتها القمعية والتمييزية ضد الجزائريين.
أحداث 8 ماي 1945
في 8 ماي 1945، خرج آلاف الجزائريين في مظاهرات سلمية بمناسبة نهاية الحرب العالمية الثانية، رافعين شعارات تطالب بالحرية والاستقلال، من بينها لافتات كُتب عليها "تحيا الجزائر"، و"نريد الاستقلال". غير أن الرد الفرنسي كان دموياً:
في مدينة سطيف، أُطلقت النار على المتظاهرين، فاندلعت مواجهات بين الجزائريين والشرطة، تلتها أعمال قمع وحشية.
في قالمة وخراطة، استُخدمت القوات الجوية، الدبابات، وسُجنت عائلات بأكملها، وأُحرقت قرى عن بكرة أبيها.
نُفذت عمليات إعدام جماعي، ودفن أحياء، ورُميت الجثث في الوديان والمغارات.
بلغ عدد الضحايا، حسب مصادر جزائرية، أكثر من 45 ألف قتيل، بينما قلّلت فرنسا من العدد مدّعية أن الضحايا لم يتجاوزوا 1500.
النتائج والآثار
انكشاف الوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي أمام الشعب الجزائري والعالم.
تحطيم الآمال بالإصلاح السلمي داخل النظام الاستعماري.
اقتناع الشعب الجزائري بعدم جدوى المطالبة بالاستقلال عبر الوسائل السلمية.
كانت هذه المجازر الشرارة التي مهّدت لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، التي توّجت بالحصول على الاستقلال في 5 جويلية 1962.
الاعتراف الدولي والتاريخي
ظلت فرنسا ترفض لعقود طويلة الاعتراف بالمجازر، إلا أن بعض المسؤولين الفرنسيين لاحقًا اعترفوا بها كـ"جرائم ضد الإنسانية"، أبرزهم السفير الفرنسي بالجزائر سنة 2005.
لا تزال الجزائر تُطالب باعتراف رسمي واعتذار صريح من الدولة الفرنسية، باعتبار المجازر جريمة دولة.
إحياء الذكرى اليوم
تُحيي الجزائر كل سنة هذه الذكرى من خلال:
تنظيم مسيرات شعبية ورسمية.
إقامة ندوات تاريخية وثقافية.
تكريم الشهداء والناجين.
إدراج المجازر ضمن المناهج التعليمية لتعزيز الذاكرة الوطنية.
تمثل ذكرى 8 ماي 1945 إحدى أبشع الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وتُجسد بكل وضوح الوجه القمعي للهيمنة الاستعمارية. إنها ذكرى حزينة، لكنها أيضًا تذكرة ببطولات وتضحيات شعب لم يرضَ بالذل، وسعى نحو الحرية مهما كان الثمن.


 

أختر أكثر من طريقة للتعليق!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الصلاة والسلام على اشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم

مدونة نادي لينكس الاغواط الجزائري هي مدونة لتعريف على نظام لينكس وعلى بعض انوعه التوزيعات لينكس لتشجيع على استخدم النظام ربما يكون غير معروف للبعض الهدف هو تعميم والتعريف بالنظام لينكس هي بمثابة اول خطوة الى عالم لينكس ربما الكثير منا لا يعرف الكثير عنه.

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

280078

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *