بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على اشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله
تحميل القرآن الكريم كامل بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد mp3
يُعدّ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد (1927 – 1988م) واحداً من أعظم القراء في تاريخ التلاوة القرآنية، بل رمزاً خالداً في وجدان الأمة الإسلامية. امتاز بصوت نقي شجيّ جمع بين قوة الأداء وعذوبة النغم، فأسَرَ القلوب وأذرف الدموع في مشارق الأرض ومغاربها. لم يكن مجرد قارئ للقرآن الكريم، بل كان مدرسة قائمة بذاتها أثّرت في أجيالٍ من القراء والمرتّلين.
النشأة والبدايات
وُلد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في 1 يناير 1927م بقرية المراعزة التابعة لمركز أرمنت بمحافظة قنا (جنوب مصر).
نشأ في أسرة متدينة، وكان والده أحد حفظة القرآن الكريم ومعلميه في الكتّاب.
حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن مبكرة (دون العاشرة من عمره)، ثم تعلم القراءات السبع على يد الشيخ محمد سليم حمادة، ما منحه قدرة مميزة على التنقل بين المقامات الصوتية والأنغام القرآنية.
رحلة الشهرة والانتشار
بدأ الشيخ تلاواته في قريته وصعيد مصر، حيث ذاع صيته سريعًا بفضل قوة صوته وجمال أدائه.
في عام 1950م، انتقل إلى القاهرة، وهناك سجّل أولى تلاواته بالإذاعة المصرية، وكانت بداية انطلاقه الكبير.
اعتمد قارئًا بالإذاعة عام 1952م، وهو حدث كان بمثابة تتويج لمسيرته، إذ فتحت له الإذاعة أبواب العالم الإسلامي.
أسلوب التلاوة
ما ميّز الشيخ عبد الباسط عن غيره من القراء:
1. النقاء الصوتي: صوته العذب الذي يمزج بين القوة والرقة.
2. التنقل بين المقامات: بمهارة فائقة، مثل مقام البيات والحجاز والسيكاه.
3. التأثير الوجداني: كان صوته يلامس القلوب مباشرة ويُبكي المستمعين.
4. الوضوح في النطق: مخارج حروفه كانت مثالية، مما جعله مرجعًا في تجويد القرآن.
5. التوازن بين التطريب والخشوع: لم يخرج عن روح النص القرآني رغم جمال التطريب.
جولاته العالمية
لم يقتصر دور الشيخ عبد الباسط على مصر، بل جاب العالم قارئًا وسفيرًا للقرآن الكريم:
زار أكثر من 70 دولة، من بينها الهند، باكستان، إندونيسيا، ماليزيا، دول الخليج، المغرب العربي، أوروبا، وأمريكا.
في كل بلد كان يحضر الآلاف للاستماع إليه، حتى امتلأت المساجد والساحات العامة.
في إحدى زياراته لباكستان، امتلأت الملاعب الرياضية بالحشود لسماع تلاوته، في مشهد لم يتكرر كثيرًا في التاريخ.
المناصب التي شغلها
قارئ مسجد الإمام الشافعي بالقاهرة.
قارئ مسجد الإمام الحسين بالقاهرة (وهو من أشهر مساجد مصر وأكثرها ارتباطًا به).
نقيب قراء القرآن الكريم في مصر عام 1984م، خلفًا للشيخ مصطفى إسماعيل.
إرثه وتسجيلاته
ترك الشيخ عبد الباسط إرثًا ضخمًا من التسجيلات الإذاعية والتلفزيونية، ما بين التلاوات المجوّدة (Studio Recordings) والمصاحف المرتلة.
من أشهر أعماله:
المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم.
المصحف المجوّد (المسجّل في الإذاعة المصرية).
تسجيلات نادرة لتلاوات حيّة في الهند، باكستان، سوريا، السعودية، المغرب، وغيرها.
اشتهر بلقب "صوت مكة" بعد أن تلا القرآن في الحرم المكي الشريف والحرم النبوي.
حياته الشخصية
كان متواضعًا، محبوبًا من الناس، حريصًا على خدمة كتاب الله ونشره.
أنجب عددًا من الأبناء، وكان بعضهم أيضًا من حفظة القرآن.
اشتهر بكرمه وابتسامته الدائمة، إضافة إلى التزامه الديني العميق.
وفاته
تُوفي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في 30 نوفمبر 1988م عن عمر ناهز 61 عامًا، بعد معاناة مع المرض.
شيّعته مصر في جنازة مهيبة حضرها الآلاف، وشارك فيها كبار العلماء والمسؤولين.
ما زال صوته يصدح في المساجد والإذاعات والقلوب حتى اليوم، شاهداً على صدق إخلاصه لله تعالى.
إرث خالد
يُعتبر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مدرسة صوتية وروحية متفرّدة. فقد ألهم ملايين المسلمين حول العالم، ولا تزال تسجيلاته تُتداول عبر الأجيال. إن صوته لم يكن مجرد أداء فني، بل كان تجسيدًا لخشوع القرآن الكريم، يرفع الأرواح ويهدي القلوب.
يمكن القول إن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد لم يكن مجرد قارئ للقرآن، بل كان سفيرًا لكتاب الله بصوته الخالد، الذي ما زال وسيبقى يرافق الأمة الإسلامية إلى يوم الدين.
تنزيل مصحف عبد الباسط عبد الصمد mp3
تنزيل من موقع mega
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))