بسم الله الرحمن الرحيم
ساعة Pebble الذكية الجديدة
عودة أسطورة الساعات الذكية بعد فتح نظام تشغيل جوجل
في خطوة قد تُعيد تعريف مفهوم الساعات الذكية من جديد، ظهرت تقارير تفيد بأن شركة Pebble، الرائدة السابقة في عالم الساعات الذكية، تُخطط لإطلاق جيل جديد من ساعاتها الذكية، وذلك تزامنًا مع إعلان جوجل عن إتاحة نظام التشغيل Wear OS كمصدر مفتوح (Open Source). هذه الخطوة فتحت آفاقًا جديدة أمام مطوري العتاد والبرمجيات، وفتحت شهية اللاعبين القدامى للعودة إلى الساحة... وPebble من أبرزهم.
خلفية عن Pebble: رائدة قبل وقتها
كانت Pebble واحدة من أوائل الشركات التي قدّمت مفهوم الساعة الذكية بشكل عملي ومحبب للمستخدمين، وذلك قبل ظهور Apple Watch أو Samsung Galaxy Watch. ومن خلال حملتها الأسطورية على منصة Kickstarter عام 2012، حققت Pebble تمويلاً قياسيًا تجاوز 10 ملايين دولار، ما جعلها واحدة من أنجح حملات التمويل الجماعي في التاريخ آنذاك.
ولكن بسبب المنافسة الشرسة، وصعوبة البقاء أمام عمالقة التكنولوجيا، اضطرت Pebble إلى بيع أصولها لشركة Fitbit عام 2016، لتتوقف بعدها كل مشاريعها التقنية.
فتح نظام Wear OS: فرصة ذهبية
عندما أعلنت جوجل في بداية 2025 عن فتح نظام تشغيل Wear OS كمصدر مفتوح، فإنها لم تكن فقط تستجيب لمطالب المطورين، بل فتحت الباب أمام موجة جديدة من الابتكار في عالم الأجهزة القابلة للارتداء. ومن أبرز ردود الفعل على هذا القرار، كانت التقارير عن نية مجموعة من المطورين السابقين في Pebble إحياء المشروع من جديد، مستفيدين من خبراتهم السابقة، ومن أدوات النظام المفتوح.
ماذا نعرف عن ساعة Pebble الجديدة؟
رغم أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، فإن المعلومات المسرّبة تشير إلى عدة نقاط واعدة:
1. تصميم كلاسيكي بتقنيات عصرية
من المتوقع أن تحافظ الساعة الجديدة على الهوية البصرية الشهيرة لـ Pebble، مع شاشة بالحبر الإلكتروني (E-paper) لخفض استهلاك الطاقة، وإضافة تعديلات عصرية مثل شاشة ملونة، أو على الأقل إضاءة خلفية محسنة.
2. نظام تشغيل مبني على Wear OS المفتوح
ستعتمد الساعة الجديدة على نسخة معدلة وخفيفة من Wear OS، مع واجهات قابلة للتخصيص بالكامل. هذا يعني توافقًا واسعًا مع تطبيقات أندرويد، وإمكانية الوصول إلى متجر Google Play، أو متجر بديل مخصص من فريق Pebble.
3. عمر بطارية طويل
واحدة من نقاط قوة Pebble الأصلية كانت عمر البطارية الطويل الذي يصل إلى أسبوع كامل، وهي ميزة لا تزال نادرة في الساعات الحديثة. التقارير تشير إلى أن الفريق الجديد يُولي اهتمامًا بالغًا للحفاظ على هذا التفوق، من خلال تقنيات إدارة طاقة ذكية ومعالجات منخفضة الاستهلاك.
4. تجربة مستخدم موجهة للمجتمع
من المتوقع أن تتيح Pebble بيئة مفتوحة للمطورين، مع إمكانية تطوير واجهات واختصارات وتطبيقات بشكل مرن، كما كان الحال في النسخ الأولى. بل وقد يتم طرح منصة شبيهة بـ App Store مصغرة داخل المجتمع الداعم.
تحديات محتملة
رغم الحماسة، إلا أن المشروع أمامه تحديات كبيرة:
- المنافسة الشرسة من عمالقة مثل Apple وSamsung وHuawei.
- تأمين التمويل اللازم لتصنيع وتسويق الأجهزة.
- كسب ثقة المستخدمين مجددًا بعد الانقطاع الطويل.
- دعم البرمجيات طويل الأمد، وهو أمر يميز الشركات الكبرى فقط.
دعم المجتمع هو المفتاح
يعوّل فريق Pebble الجديد على المجتمع الداعم من المستخدمين والمطورين، والذي لا يزال نشطًا رغم مرور سنوات على توقف المنتج الأصلي. وإذا استطاعوا استعادة روح الابتكار والانفتاح التي كانت تميز Pebble، فقد نشهد عودة قوية تستفيد من الحنين والحداثة في آنٍ معًا.
فتح جوجل لنظام Wear OS كمصدر مفتوح يُمثّل لحظة فارقة في سوق الساعات الذكية، ويبدو أن Pebble ستكون من أوائل من يركب هذه الموجة. إذا نجح المشروع الجديد، فقد يعيد تعريف المفهوم الكامل للساعة الذكية: بسيطة، فعالة، مفتوحة، وبعمر بطارية طويل… تمامًا كما أحبها الناس أول مرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))