بسم الله الرحمن الرحيم 

الصلاة والسلام على اشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم 

السلام عليكم ورحمة الله

ركيزة أساسية لخدمة الصحة العمومية الصيدليات المناوبة في الجزائر

تُعد الصيدليات المناوبة في الجزائر جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الصحية، حيث تضمن استمرارية توفير الأدوية والخدمات الصيدلانية خارج أوقات العمل العادية، خصوصًا في الليل، أيام العطل ونهايات الأسبوع. وتأتي هذه الخدمة استجابةً للحاجات المستعجلة للمواطنين، ولتُسهم في تقليل الضغط على المستشفيات ومصالح الاستعجالات الطبية.
ما هي الصيدلية المناوبة؟
الصيدلية المناوبة هي تلك التي تفتح أبوابها خارج التوقيت الرسمي، وتشمل فترات:
الليل (من الساعة الثامنة مساءً إلى الثامنة صباحًا).
 أيام العطل الرسمية.
 نهاية الأسبوع (الجمعة، والسبت في بعض الولايات).
تُحدد الصيدليات المناوبة بشكل دوري بالتنسيق بين نقابة الصيادلة ومديريات الصحة الولائية، لضمان تغطية متوازنة عبر مختلف الأحياء والمناطق.
أهمية الصيدليات المناوبة
1. توفير الأدوية المستعجلة: حالات مثل ارتفاع ضغط الدم المفاجئ، نوبات الربو، أو الحمى لدى الأطفال تتطلب دواءً فوريًا.
2. تخفيف العبء عن مصالح الاستعجالات: حيث يُمكن للمواطن اقتناء الأدوية مباشرة دون اللجوء إلى المستشفى.
3. دعم الاستجابة للكوارث والأوبئة: كما حصل خلال جائحة كوفيد19، أين لعبت الصيدليات المناوبة دورًا محوريًا في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية.
4. الخدمة الإنسانية والاجتماعية: الصيدلي المناوب لا يقدّم دواءً فقط، بل يقدم استشارة وتوجيهًا للمريض.
التنظيم القانوني للصيدليات المناوبة في الجزائر
تخضع الصيدليات المناوبة في الجزائر لعدة نصوص قانونية، أهمها:
المرسوم التنفيذي رقم 92286 المؤرخ في 6 يوليو 1992، الذي يحدد مهام الصيدلي وواجباته، ومن بينها المشاركة في المناوبة.
قرارات وزارية ولائية تُنظم جدول المناوبة شهريًا أو أسبوعيًا، حسب الولاية والكثافة السكانية.
 التنسيق يتم بين:
   نقابات الصيادلة (مثل النقابة الوطنية للصيادلة الخواص).
   مديريات الصحة الولائية.
   في بعض الأحيان البلديات أو المجالس الشعبية.
كيفية التعرف على الصيدليات المناوبة
يمكن للمواطنين التعرف على الصيدليات المناوبة بعدة طرق:
 القوائم المعلقة على واجهات الصيدليات.
 تطبيق هاتف  مخصصة (مثلاً: Pharmacie de Garde en Algérie).
 صفحات الفيسبوك المحلية أو الجمعيات الطبية.
 بعض البلديات توفر ذلك عبر موقعها الرسمي أو الإذاعة المحلية.
التحديات التي تواجه نظام المناوبة
رغم أهمية الخدمة، إلا أن الصيدليات المناوبة في الجزائر تواجه عدة عراقيل، منها:
 1. ضعف التوزيع الجغرافي
في بعض المناطق، خاصةً الريفية أو المعزولة، قد لا توجد صيدليات مناوبة قريبة، ما يضطر المواطنين إلى التنقل لمسافات طويلة.
 2. نقص التشجيع والتعويضات
الصيدلي المناوب لا يتلقى غالبًا أي تعويض مالي إضافي، رغم التزامه خارج أوقات العمل، مما قد يخلق تذمرًا لدى بعض المهنيين.
 3. مخاطر الأمن
العمل ليلًا، خاصة في المدن الكبرى أو المناطق النائية، قد يُعرض الصيدليات إلى محاولات سرقة أو اعتداءات.
 4. عدم التزام بعض الصيادلة بالمناوبة
رغم القوانين، يتهرب البعض من أداء المناوبة، مما يخلق فراغًا في التغطية.
 الحلول المقترحة
لمعالجة التحديات، يمكن التفكير في الإجراءات التالية:
1. تحفيز الصيادلة بتقديم تعويضات مالية، أو إعفاءات ضريبية للمناوبين.
2. رقمنة نظام المناوبة، من خلال تطبيق وطني رسمي يُحدث يوميًا بالبيانات.
3. تعزيز الأمن عبر شراكة مع الشرطة لتأمين الصيدليات المناوبة ليلًا.
4. تكثيف الرقابة على التزام الصيدليات بالجدول، مع فرض عقوبات على المخالفين.
5. إشراك المجتمع المدني والإعلام المحلي في نشر المعلومة بفعالية.
الصيدليات المناوبة تمثل إحدى الدعائم الحيوية للصحة العمومية في الجزائر. غير أن تعزيز فعاليتها يتطلب تعاونًا بين الدولة، الصيادلة، والمجتمع. فالدواء ليس سلعة، بل ضرورة، وضمان توفره في أي وقت هو مسؤولية جماعية.