بسم الله الرحمن الرحيم
أداة أمنية مشبوهة تُعطلها Microsoft Defender لحماية المستخدمين
في عالم يتسارع فيه تطور أدوات الحماية والهجوم المعلوماتي على حد سواء، تظهر بين الحين والآخر أدوات تثير جدلًا واسعًا بسبب قدرتها على تجاوز أنظمة الحماية الافتراضية في أنظمة التشغيل. واحدة من هذه الأدوات هي Defendnot، وهي أداة حديثة أثارت قلقًا واسعًا بعد انتشارها لقدرتها على تعطيل Microsoft Defender – برنامج الحماية الأساسي في أنظمة Windows – مما يجعل الأنظمة أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية.
في هذا المقال، سنستعرض ماهية Defendnot، كيف تعمل، ولماذا قامت Microsoft بتعطيلها.
ما هي Defendnot؟
هي أداة معلوماتية (Infosec Tool) تم تطويرها من قبل جهات غير رسمية، تدّعي أنها توفر وظائف أمنية وتحليلية، ولكنها في الواقع تركز على تعطيل الحماية الافتراضية التي يوفرها Microsoft Defender. وبذلك، تُسهل هذه الأداة عملية استغلال الثغرات الأمنية في نظام Windows، مما يفتح الباب أمام تنفيذ هجمات معلوماتية محتملة من قبل المخترقين أو البرمجيات الخبيثة.
على الرغم من أن بعض مبرمجي Defendnot قد قدموها على أنها أداة "للاختبار الأمني" أو "لأغراض تعليمية"، إلا أن الاستخدام العملي لها يشير إلى وظيفة رئيسية واحدة: تعطيل دفاعات النظام.
كيف تعمل Defendnot؟
تقوم Defendnot بعدة عمليات رئيسية تؤثر مباشرة على نظام الحماية في Windows:
1. تعطيل Microsoft Defender:
تقوم الأداة بتعديل السياسات الأمنية (Group Policy / Registry Keys) لتعطيل الخدمات الفعالة في Microsoft Defender.
كما قد تستخدم أوامر PowerShell أو ملفات دفعة (batch) لتجاوز القيود الإدارية.
2. منع التحديثات الأمنية:
في بعض الإصدارات، تُعطل الأداة خدمة تحديث Defender أو حتى Windows Update.
3. تعديل ملفات النظام:
قد تُدخل تغييرات على ملفات الحماية أو ملفات النظام الحساسة لجعل الحاسوب "أقل يقظة" تجاه التهديدات.
4. التشويش على التنبيهات الأمنية:
عبر تعطيل مكونات معينة، قد تمنع الأداة النظام من إصدار تنبيهات عند اكتشاف سلوك مشبوه.
لماذا قامت Microsoft بتعطيل Defendnot؟
مع أن Defendnot كانت متوفرة على بعض المنتديات والمستودعات مفتوحة المصدر لفترة، فقد سارعت Microsoft إلى إدراج الأداة في قائمة التهديدات ضمن Microsoft Defender. السبب في ذلك واضح:
تهديد مباشر لأمن المستخدمين: أي أداة تقوم بتعطيل الحماية دون موافقة المستخدم الصريحة تشكل خطرًا واضحًا.
تسهيل تنفيذ البرمجيات الخبيثة: بعد تعطيل Defender، يصبح النظام مكشوفًا أمام الفيروسات وأحصنة طروادة وبرمجيات الفدية.
إساءة استخدام الأداة: على الرغم من أن بعض المطورين يروجون لاستخدامها في اختبار الاختراق الأخلاقي، فإنها في الغالب تُستخدم من قبل جهات خبيثة.
وبالتالي، أدرجت Microsoft الأداة ضمن العناصر التي تُكتشف تلقائيًا ويتم حظرها أو حذفها عند محاولة تشغيلها على أجهزة Windows.
الجدل حول Defendnot: أداة شرعية أم أداة هجومية؟
يرى بعض خبراء الأمن السيبراني أن Defendnot تقع ضمن ما يُعرف بـ "أدوات الاختراق المزدوجة الاستخدام" (DualUse Tools)، وهي أدوات قد تُستخدم لأغراض شرعية (مثل اختبار مدى صلابة الأنظمة)، ولكنها أيضًا قابلة لإساءة الاستخدام بسهولة.
ومع غياب الضوابط القانونية أو الإشراف على استخدام هذه الأدوات، فإن المخاطر تفوق الفوائد المحتملة. خصوصًا أن معظم المستخدمين النهائيين لا يدركون العواقب التقنية لتعطيل برامج الحماية الافتراضية.
ما الذي ينبغي على المستخدمين فعله؟
عدم تحميل أو تشغيل أدوات مثل Defendnot إلا إذا كنت باحثًا أمنيًا متمرسًا وتعمل في بيئة معزولة (Virtual Machine أو Sandbox).
استخدام حلول أمنية موثوقة وعدم تعطيل Microsoft Defender أو استبداله بأدوات غير رسمية.
تحديث النظام بانتظام، فمعظم الهجمات التي تستغل نقاط الضعف تنجح في الأنظمة التي لم تُحدّث.
أداة Defendnot تُعد مثالًا واضحًا على التحديات التي تواجهها شركات التكنولوجيا في تحقيق التوازن بين أدوات الاختبار الأمني وحماية المستخدمين. وبالرغم من الترويج لها كأداة "اختبارية"، إلا أن قدرتها على تعطيل Microsoft Defender وجعل النظام عرضة للهجمات دفعت Microsoft لاتخاذ إجراءات صارمة ضدها.
يبقى التوصيف الأقرب لـ Defendnot أنها أداة هجومية متنكرة في ثوب دفاعي، واستخدامها من قبل غير المختصين قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على أمن البيانات والنظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))