بسم الله الرحمن الرحيم 

الصلاة والسلام على اشرف المرسلين صلى الله عليه وسلم 

السلام عليكم ورحمة الله

تحارب Telegram الجرائم الإلكترونية 

 

التوازن بين المعرفة والأنشطة غير القانونية

تُعد منصة Telegram واحدة من أبرز تطبيقات المراسلة في العالم، وقد نمت شعبيتها بشكل واسع بفضل تركيزها على الخصوصية، والسرعة، وحرية التعبير. ومع ذلك، فإن هذه الحرية ذات الوجهين جعلت من Telegram ساحةً مزدوجة الاستخدام: فمن جهة، منصة معرفية وتواصلية فعالة؛ ومن جهة أخرى، وسيلة تستغلها بعض الجهات لممارسة أنشطة إلكترونية غير قانونية، بما في ذلك التجارة غير المشروعة وتوزيع المحتويات المحظورة.
الجانب الإيجابي: قنوات Telegram المعرفية والتجارية
تُستخدم على نطاق واسع كأداة تعليمية وترويجية. فهناك آلاف القنوات المفيدة التي تقدم محتوى معرفي وتعليمي في مجالات متعددة مثل:
 التقنية والبرمجة
 اللغات والتاريخ
 الطب والصحة النفسية
 ريادة الأعمال والتجارة الإلكترونية
كما أن Telegram أصبح سوقًا رقميًا غير رسمي، حيث يعرض المستخدمون منتجاتهم وخدماتهم بطريقة مباشرة، دون وساطة، وبتكاليف أقل من المنصات الرسمية.
الجانب المظلم: استغلال Telegram في التجارة غير الرقمية والجرائم الإلكترونية
رغم الجوانب الإيجابية، إلا أن Telegram يواجه اتهامات متزايدة بكونه منصة مفضّلة للجهات التي تسعى لنشر محتويات وخدمات غير قانونية، مستغلة ميزة التشفير وقلة الرقابة.
من أبرز الأنشطة غير القانونية المنتشرة في بعض القنوات:
 بيع الوثائق المزورة (مثل جوازات السفر ورخص القيادة)
 تجارة البيانات المسروقة (مثل بطاقات الائتمان والمعلومات البنكية)
 نشر أدوات الاختراق (مثل برامج keyloggers وransomware)
 ترويج المخدرات والمواد المحظورة
 خدمات التهكير مقابل المال مثل اختراق الحسابات أو الابتزاز الرقمي
 أسباب تحول Telegram إلى مركز لمثل هذه الأنشطة
1. نظام التشفير والخصوصية: يوفر Telegram حماية قوية للبيانات، مما يصعب تتبع المجرمين.
2. القنوات العامة والخاصة: يمكن إنشاء قنوات غير مرئية للعامة، مما يُصعّب مراقبتها.
3. سهولة الوصول والتسجيل: لا يتطلب Telegram تحققًا صارمًا لهوية المستخدم.
4. نقص الرقابة المركزية: على عكس فيسبوك أو إنستغرام، فإن Telegram لا يفرض رقابة تلقائية صارمة على المحتوى.
 خطوات Telegram لمكافحة الجرائم الإلكترونية
في السنوات الأخيرة، بدأت Telegram باتخاذ خطوات ملموسة لمحاربة النشاطات غير القانونية على منصتها، منها:
 حذف القنوات التي يثبت تورطها في أنشطة محظورة.
 التعاون مع الجهات الأمنية في بعض الدول لتقديم معلومات حول المستخدمين المتورطين في قضايا خطيرة.
 توفير آلية تبليغ تُمكن المستخدمين من الإبلاغ عن القنوات أو المحتوى المشبوه.
 فرض قيود على البوتات التي تُستخدم في تنفيذ أنشطة غير مشروعة.
 التحديات التي تواجه Telegram
رغم هذه الخطوات، إلا أن Telegram يواجه تحديات حقيقية، من بينها:
 صعوبة التحقق من جميع القنوات بشكل يدوي.
 استغلال التشفير كدرع قانوني من قبل المستخدمين السيئين.
 الضغوط السياسية من بعض الحكومات التي تطالب بفرض رقابة أكبر.
 لا تزال في معركة مستمرة بين الحفاظ على حرية التعبير والخصوصية وبين منع استخدام منصتها في أنشطة إجرامية تهدد الأفراد والمجتمعات. ورغم أن المنصة تتخذ خطوات واضحة لمحاربة الجرائم الإلكترونية، إلا أن مسؤولية حماية الفضاء الرقمي تقع أيضًا على عاتق المستخدمين والمجتمع الدولي، لضمان أن تبقى التكنولوجيا أداةً للمعرفة والتقدم، لا وسيلةً للضرر والانتهاك.